اشتريتُ من السّوقِ الحُرة في مطار جدة ”أحلام“، أحلام هي دُمية سَمراء مِثلي، ترتدي مِعطفًا أبيَض مِثل ما أتمنى. وسمّاعةٌ وَرديّة مُحاكة بلطافة حَولَ عُنقها، أصريتُ كثيرًا أن أشتريها، رُغم سِعرها الغالي نسبيًا، لكنّني رأيتُني فيها، حقًا.
أسمَيتُها أحلام، لما أودعتُ في هٰذه الرحلة عُند الله تَحقيق أحلامي الكثيرة، أحلامي المُرهفة، أحلامي الطُفوليّة، أحلامي اليائسة، أحلامي الشقيّة، أحلامي البائسة، أحلامي السّعيدة، أحلامُ حصّه اللانهائية.
حُلمٌ اقترب، وأزدادُ خَوفًا كلما ازدادَ قُربًا. قلقٌ يَعتصر قّلبي، لو أتخلى عَن تفكيري الزائد الذّي لا يَبني ولا يَهدم قليلًا، قليلًا فَقط!
الخوفُ مِن القَادِم، الخَوفُ مِن المَجهول، الخَوف من الجَانِب الضبابّي الذي مازالت رُؤيتي لَه غَير واضحة حتّى الآن، الخَوف مِن المَصير.
الخوفُ من أن تَتحطّم أحلامي، من أن تَتهشّم تَحت مَظلة الوَاقع، الخَوفُ من الخَيبة، التي استحلّت كلّ أمورِ حياتي، هّل لأنّني أتَوقعُ العالي؟ أم لأن.. هِي ما هِي، والرّبُ كرِيم، وفي كلٍ الخيرة!
أحلام، لا تَكوني شقيّة، هيمي وحلّقي بهدوء، ببطء، إياكِ والعَجلة، أحلام!
أحلام الشقية، أحلام التّي تَحمل مُقلتها كُل أمل أراه، أحلام، كوني مُتطلعة، أحلام، لا تَتوّقّفي، عَن التّحقق.
حصّه
الثلاثاء،١٤يونيو٢٠١٦.
٥:٤٨م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق