ظننتُ أنّني تخطيّتهم، مَن آذوني كثيرًا. ظننتُ أن خُطايَ سبقتْ خُطاهم، أخيرًا، وبَعدَ جُهدٍ حثيث. ظننتُ أنني طمَستُ قُربهم، ومَحوتُ حدودهم، وفَرحتُ كثيرًا بهٰذا الظّن، ما زَادَ حَياتِي بهاءً، ورَوعة، ومحيّايَ رونقًا ونُضرة!
وأنَا ثابِتَة عِند ظَنّي، وأنتَ عِند حُسنِ ظَنّي بكَ يا ربّي!
نَعم، أنا عِندَهُ، ثابِتة رَاسخة، رُغمَ مُكامَعة الشّكوكِ لعَقلي حينًا، والخَوفُ الذّي يَعتري قَلبي أحيانًا كثيرة، بأنّي ما تخطّيتُهم قطُّ وما نَسيت.
قلتُ لهُ يومًا: ”لَن أستطيعَ النّسيان“،
فردّ عليّ:
”ومن قَالَ لكِ انسي؟
النّسيانُ للخَونة، وأنتِ أطهر كثيرًا مِنهم. فقطّ، غيّري مكانَهم في الذّاكرة، اعشقي بُعدهم، وابقي عِند حُسن الظّن، بالصّمود.“
لا تنسَ يا أيّها البَاكي، ولا تَدمعي يا حازِنة. فقطّ، استبدلي الحُجراتَ في الذّاكرة، وهلّمي إلى العِنادِ على ناصيةِ الصّمود!
سَنصمدُ طويلًا، في وَجه أعاصِير الحنين وطوفانِ الرّحيل، سَنصمدُ تحتَ ضغطِ البُعدِ وفوقَ نَارِ الحُزن، سأصمدُ طويلًا، وجميعًا.
لَن نشحَذ الحُب، ولا الرّحمة، ولا البَقاء، ولا الحَنان، ولا الاهتمام ولا حتّى نِصف شطيرتهم! بل سَنصنعُ شطائر ألَذ مِن عزائِمنا، مِنّا وإلينا، وَحدنا.
أصدِقاء لأنفُسِنا سَنغدو! أصدِقاء قُرباء جدًا، يَفهمون ويَستمعون، يَضحكون معًا ويَدمَعون، يَنصحون ويُرشِدون، أصدِقاء كهٰؤلاء لأنفُسِنا سَنكون، أطهَرُ صَداقة، وأعندَها على البَقاء والدّوام.
”دائمًا ما كنّا نَبحثُ عن توائم أرواحِنا، هَل فكرنَا يومًا بالبَحثِ عن أرواحِنا؟“
حصّه.
4مايو2016.
9:02م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق