الثلاثاء، 30 مايو 2017

أولى العتبات السّبع.

ربّي وفقني وقدرت أوصل ليوم ٢٧-٥-٢٠١٧ وأنا لا أزال بكامل قواي وهمّتي وشغفي، إلى نهاية أول سنة جامعية لي، وأول سنة في كلية الطب، والحمد له❤️.
قراري لدراسة الطب ما هو قرار كثر ما هو "أسلوب حياة" تبنّيت فكرته من لما كنت صغيرة حيل، يمكن بالروضة. هيبة التخصص تطغى على كل شيء ثاني جدامي. ماودّي أبالغ وأقولكم مستحيل أتخيل نفسي بشيء غير الطب بس أنا فعلًا مستحيل أتخيّل نفسي بمكان غيره، والله. تخرّجت من الثانوية بمعدّل حلو، وقدراتي كانت مُمتازة وتفوّقت فيهم كلّهم، كان باقي التقديم بس. قدّمت وأنا ضامنة ١٠٠٠٠٪ إني مقبولة، وأهلي نفس الشيء وأكثر، مع ذلك كان في هيبة بالموضوع. انقبلت بعد توفيق من الله طبعًا، والحمدلله. بعدها بلّشت أحلى فترة ممكن تمر على أي أحد (فترة شهر العسل مع التخصص). إيه والله ما أبالغ! الوضع كان هوني مون فعلًا. الكلّ يبارك، ويهنّي، والأم فخورة والأب يدمع -يمكن الوضع عندكم عكس بس عندي جذي😂-، والطلبة الكبار لو أحتاج القمر يعطوني إياه، محد قصّر محد. جزاهم الله خير جميعًا والله. بعد ما انتهى رمضان بلشنا نروح هوسبتل فزتس hospital visits، كانوا ياخذونا الطلبة الكبار ويورونا المستشفيات، وندخل غرف العمليّات، وتكلمون دكاترة، الله. كنت أعيش حلم، وسعيدة ٢٤/٧ والله. وفخورة، وكل شيء. كل شيء كان وردي وحلو والكل كان يتمنّالي الخير. بعدها، وصلت لبداية الدراسة، بأسبوع بعد العيد بالضبط، بلّشنا دورات والكبار كانوا يدرسونا. لحظة شنو هذا؟ كوڤيلنت بوند covalent bond؟ وأدش على قوقل، طلعت رابطة تساهمية. پولر polar يعني قطبي، شهالمصخرة. المشكلة إني جيدة بالإنقلش لكن ستل على قدّي، يا الله كنت مصدومة😂. سوولنا مليون إڤنت بالبداية، دلّعونا تدليع مو طبيعي والكل فجأة يصيرون أصدقاء، الوضع شككني بنفسي، لايك من متى أنا اجتماعية ورردية جذي؟ البعض بقوا، الأغلبية بعد ما انتهت المصلحة اختفوا، وبس والله.. نردّ للجانب الدراسي. وقتها بالبداية وحتى قبل الامتحانات بأقل من شهر وظيفتي كانت إني (أتلقى) المعلومات بس. أحضر دورة أسمع أنوّت (من زمان فيني طبع إني أنوت كل شي من أيام المدرسة، ف ما كان شيء جديد عليّ أبد). بس أروح محاضرة أحط راسي عالطاولة أو أجابل فوني (ما كنت أنتبه). ماكنت أدرس! النوتة صارت نوتّين، بعدين ثلاث، بعدين عشر. السلايدة الحفظ صاروا مليون. شسوي؟ شلون كل هذا بيدش بمخّي؟ كنت خايفة أدرس. مشكلتي دايمًا بالبدايات، دايمًا أخاف أبدي. أول امتحان لي بالكلية كان "ڤوكب" له هيبة خاصة حيل حيل. المشكلة إني داشة الكلية وأنا حاطة بمخي إني بفوّل كل شيء وأمشي😎 وبظل A student لإني جذي أصلًا ف ماكو شي راح يتغير. بعدين؟ دبووووڤ على ويهي. أي A student أي بطيخ، جماعة الخير تدوّر الستر هني، وأنا ياية أتفلسف. المهم، ما يبت زين وايد بالڤوكب، بجيت عقبها، قلت ما عليه بعوّض وبفوّل الثاني، وأبشركم بثاني امتحان ڤوكب يبت نفس الدرجة، ليتني ساكتة بس.

- بس أبشركم, بتوفيق من الله صرت A student مثل ما أبي. عشان جذي لا تنخدعون بمستواكم بأول امتحان وعمركم لا تيئسون من نفسكم ومن طموحاتكم. اصراركم يخليكم أي شيء تبونه, حتى لو متأخر-. المهم، ما علينا. بقى عالجدّ أسبوعين. الجدّ اللي أهما الكمستري والفيزكس، أما الكمبيوتر من أمه برا الحسبة. وأنا النوت قاريتهم مرّة، وفي نوت حاطة عليهم هايلات على جم جملة. بس🙊. بعدين فجأة جان أستوعب، يا مصيبتي. انهرت، ماقدر، أنا قدها؟ يمكن أسقط. يمكن أنطرد. شسوي؟ وين أروح عقب؟ وين في كلية تقبلني؟ بعدين وقفت كل هالأفكار وقررت أسوي المهمة البديهية، إني أدرس. ودرست. أول ميدتيرم كان فيزكس، كنت خايفة، شعوري والله ماكان توتر كثر ما هو خوف، وهالشيء أهو اللي خرّب عليّ. دخلت أرقام غلط بالآلة، خبصت الدنيا، ويبت أقل درجة لي بالكلية بهالامتحان. يومها لما شفت القريد وما لقيته A (يوم كان عبالي إن لازم كل شيء أييب فيه A وإلا خلاص أنا فاشلة
😂 ) اتصلت على أمي وبجيت، رديت البيت هم بجيت. ثاني يوم تذكرت هم بجيت. أقولكم شيء؟ بالكورس الأول كل شي كان يصيرلي كنت أبجي عليه الحمدلله والشكر😂. الحين أتذكر وأضحك على نفسي والله. هذا كان أول طراق لي بالكلية.
بعدها امتحان الكمستري، الحمدلله سويت فيه وايد وايد زين، لإني بعد أحب هالمادة ولإنها حيل حلوة وسلسة. كمبيوتر. Meh. Let's just don't talk about it 🙄. إنقلش 181 يا إنقلش. عقدتي، والله كل يوم بالكلاس تييني البجية، حسيت إني قاعدة أسوي المهمة المستحيلة، والمشكلة إنها أكثر مادة عليها وزن بالمعدل، يعني القريد الواحد يفرق يفرق يفرق. ماكنت أبي أييب أقل من امتياز فيها سواء مرتفع أو عادي عشان أضمن الـsafe side بالمعدل عشان ما ينخسف وايد، والحمدلله يبتها. بالفاينل عقب الطراقات، عوّضت الفيزكس وفوّلت الامتحان وصعدت قريدات وايد. الكمستري.. آخ يالكمستري. صارلي ظرف يومها، ومشكلة كبيرة بالكلية، وكنت على وشك أنطرد لولا لطف الله فيني، دخلت الامتحان كان باقي عليه ساعة بس ويخلص، وجدامي كان ٩٠ سؤال لازم أحلهم. وحلّيت وأنا منهارة، وربّي ما ضيّع تعب، مع إني ما توقعت إني ناجحة أصلًا لإني كل اللي كنت أسويه هو إني أختار إجابات مادري شنو.. الحمدلله ألف الحمدلله. بس هذا كان ثاني طراق لي. وقتها تأكدت إن مرات مو مهم شكثر أدرس، شكثر أتعب، شكثر أتمنى الشيء، دام الله مو كاتبلي إياه، خلاص، ماراح آخذه. وممتنة لهالطراق جدًا جدًا ولوّ إن جرحه بقلبي ليلحين موجود، كان ومازال قاسي عليّ وأصابني بوقت أقسى. الكمبيوتر.. عادي يعني. ما فرق. مبيّن حيل كارهة صح؟😂 خلّص هالكورس، بمعدّل (عادي) بالنسبة لي. أنا المشكلة مادري منو قاص عليّ وقايلّي لازم كل المواد A والمشكلة ليلحين فيني إيمان بهالشيء😂!! المهم إنه كان زين، لكن كان لازم أعوض بالكورس الثاني عشان أضمن أكثر. الكورس الأول ما كان محبّب لقلبي أبدًا. صعب نفسيًا وثقيل من كل النواحي إلا دراسيًا، ما كان بذيك الصعوبة أبدًا. بعد تجربتي له أيقنت بشيء واحد، إن لعبة مركز العلوم الطبية معانا بسنة أولى وبالكورس الأول خصوصًا نفسية بحتة، يحطونا تحت ضغط الآدمي الطبيعي ما يتحمّله، لذلك البعض ينسحبون بالبداية ويروحون بعثات، أو يشيلون الطب من مخهم أصلًا ويروحون تخصصات ثانية. الله يوفقهم جميعًا وين ما كانوا. الكورس الأول كان فيه مليون طراق ومليون درس. ممتنة لهم جميعًا، وشاكرة لكل زميلة كبيرة عطتني قوّة بهالفترة بكلامها، وشاكرة لأهلي لدعمهم المعنوي ولإيمانهم فيني، ولنفسي طبعًا. لإنها صبرت وتحمّلت، وكثر ما طاحت كثر ما عرفت إنها مستحيل تكون النهاية، ووقفت، مسحت الغبار عن نفسها ووقفت، ومشت زيادة، وتعثرت أكثر، وكل شوي كان في عقبة أصعب من اللي قبلها، بس تخطتهم كلهم، كلهم. الكورس الثاني مر بسلاسة تامة الحمدلله، يمكن عوائق صغيرة بس مع شويّة شدة حيل يصير عسل❤️ أحلى كورس بحياتي كلها يمكن❤️!! كان فيه وقت كبير لكل شيء تقريبًا للطلعات للوناسة للدراسة، المواد حلوة إلا مادة BBE لإنها تحتاج ذكاء واجتهاد مع بعض مو بس اجتهاد، ومقدور على النجاح فيها بس التفوّق يبيله مجهود أكثر وتدريب. بيولوجي حلو ومادة اللي يدرسها بذمة وضمير إييب فيها A بسهولة، وإنقلش 182 كل شيء صارت الأشياء اللي فيه مضاعفة وأكبر بس مقدور عليه ولكل مجتهد نصيب. كله كان حلو والله جدّ جدّ، العقبة بس بأول كورس بعدها كل شيء بعينكم يهون😍. نسولف بعيدًا عن نواحي الدراسة؟ خلونا نتكلم عن النواحي الإجتماعية. طبعًا أنا شخصية تقدرون تقولون عنها انطوائية، وغريبة. ما أحب الأشياء اللي العموم يحبها، اهتماماتي غير، هواياتي غير، ما أرتاح مع أي أحد، باختصار نفسيّة. كنت أظن إن هالشيء بعد بالجامعة، لين انصدمت بالعكس تمامًا. من وقت الهوسبتل فزتس، كأني وحدة ثانية، أعرف أرد عالناس ومجاملاتهم بدون ما أتلعثم، أسولف وأتعرّف، شلون جذي؟ مادري. إهي جذي الجامعة تسحبكم شوي شوي لجوها، وحتى لو ما كنتوا اجتماعيين -مثل حالتي-. صفة حلوة فيني، إني ما أثق بأحد، لو منو كان، لو شنو كان، لو مهما سوّالي. مستحيل. وهالشغلة نجّتني من وايد مواقف صارت لبعض المستجدين معاي. كونوا سطحيين مع الكل، ضحكوا سولفوا بس أسراركم لا تطلع، الوضع مو مدرسة. اللي بيتكلم عنكم ماراح يرحمكم، لا تخلون الناس تمسك عليكم ممسك. خلكم سطحيين بعلاقاتكم مع الكل بدون استثناء. كلهم زملاء، لا تطلقون على أحد لقب صديق إلا بعد ما تعرفون شنو هالشخص ومنو أهو وشنو قلبه، وقتها قولوا فلانة صديقتي. دريبالكم حتى من نفسكم، لا تقولون شيء تندمون عليه بعدين ولا تتصرفون تصرفات طائشة تحطكم بمواقف محرجة، حطوا ببالكم إنكم طلبة كبار وبصرح تعليمي راقي. أدري كلامي يخوّف، بس هذا الواقع، خلكم مسؤولين من البداية، هالنصيحة أقدمها لكم على طبق من ذهب، احتاجوها وايد ناس لكن ما نالوها للأسف. قووا الجانب الديني فيكم، كل شيء صعب وكلوه لربكم، سلايدة، نوتة، مادة، امتحان، دايمًا توكلوا على الله وكونوا على يقين إن الله ما يضيّع تعب. سووا اللي عليكم حضروا اللكجرات وحضروا دورات وحلو الأسئلة القديمة ودرسوا النوت واستودعوا دراستكم الله وبتشوفون شلون بتسوون زين، الشطارة ما يبيلها خلطة سريّة. واطلبوا التوفيق من الله، حطوا ببالكم إن لو مهما سويتوا ومهما قدمتوا من مجهود كله هباء دون توفيقه -سبحانه-. هالشيء آمنت فيه تمامًا بعد ما انتكست نفسيتي بنهاية الكورس الأول ودخلت بمرحلة اكتئاب الله ستر عليّ وقتها وما تعمّقت فيها. ماكو شيء نجاني بسنة أولى كثر لطف ربّي والله والله. لا تـسـمـعـون كـلام أحـد. وايد راح يتحلطمون، صعب، ما نقدر، شلون ندرس، لا تسمعوون كلاام أحد! بالنهاية محد راح ينفعكم، وطاقة سلبية عالفاضي؛ حتى البنات اللي يدشون عليكم ويقولون لكم صعب وجذي وقفوهم عند حدهم، إهي بتفضفض وبترتاح وإنتي عقب بتحملين كل هالسلبية بقلبج وبعقلج، طبعًا لا توقفينها بأسلوب فض! بس قوليلها إن ماله داعي، والكل عدّا احنا بعد بنعدي، وكله خير وربي ما يضيع تعب، وإنتي تستفيدين بإنج ارتحتي داخليًا بهالكلام وإهي تستفيد بإن أحد أرشدها للصواب وردها لوعيها. أنا طول سنة أولى ولا مرة سويتها ودشيت على وحدة من بنات دفعتي واشتكيت بخصوص شيء. ووقت الامتحانات أصلًا ما أكلم أحد إلا للضرورة أو للضحك وسوالف عادية سطحية، قولوا عني نفسية عادي، بس مستحيل! ولا راح أسويها. مو عيب، وعادي في ناس وايد يفضفضون لرفيجاتهم وجذي ويهونون على بعض، بس ما أحب. ما أحب أضايق أحد أو أأثر على أحد سلبًا أو أخلي أحد يشيل همي. بالمقابل، ماكو أحد معاي يشيل هالحمل وياي ويشاركني هالصعوبات، بس الله كان موجود. يسمعني ومعاي ويساعدني طول الوقت، فخلوا ربكم هو سندكم الوحيد. وأنا انسانة مستقلة ومعتمدة على نفسي بكل الجوانب من زمان، وهالجانب زاد بشكل ملحوظ لما دخلت الجامعة. للناس اللي فيهم فضول، احترموا شيء اسمه خصوصية وإنكم دخلتوا جامعة، سؤال "جم معدلج" هذا عيب، "جم يبتي" إذا ما تعرفين هالبنت حيل عيب تسئلينه. وللناس الحسودة والفاضية واللي ماعندها شغل غير إنها تراقب غيرها، مالكم شغل بدراسة أحد، ولا جم نوتة مخلصين، ولا جم طقة طاقين، ولا جم يابوا قريدات. كل واحد عليه من دراسته وبس. أخيرًا.. ساعدوا غيركم. بقولكم تجربتي الشخصية بخصوص المساعدة، أنا من أول ما انقبلت ماسكة أكاونت حق دفعتنا futuredoctors16 وأساعدكم بكل شي معنويًا دراسيًا كل شيء وصرت لاحقًا ممثلة الدفعة والحمدلله. لا تصيرون أنانيين ولا تاخذكم سالفة مابي فلان يصير أحسن مني. الطب مهنة إنسانية بحتة، وتقدرون تصيرون أطباء حتى قبل ما تتلقون علم الطب كامل من خلال إنكم تساعدون غيركم وتمدون لهم يد العون وتكونون من وسائل رحمة الله في الأرض. لا تستحقرن من المعروف شيء، مرات "الله يوفقج" تقولينها لوحدة قبل الامتحان، أو كلمة تشجيعية لوحدة متحبطة، أو بكل بساطة ابتسامة، تكتب لكم أجر وايد كبير💗. والله العظيم إني أحس توفيقي بسنة أولى وتفوقي الأكاديمي بفضل الله ثم بفضل مساعدتي لدفعتي طول السنة ودعواتهم لي. هذي تجربتي الجامعية بسنة أولى حاولت أغطيها باختصار وغرضها توثيقي أكثر من كونه تعليم لكم وتثقيف, توثيق لكوني عدّيت أول سنة من مشوار السبع سنوات, وأول عتبة من العتبات السبع. إن شاء الله راح أتكلم لاحقًا عن الناحية الدراسية بشكل أعمق وأنزل التدوينة بعد ما تنزل نتائج القبول بإذن الله 💗.

حصّه. الثلاثاء، ٣٠-٥-٢٠١٧ ٦:٤٤م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق